صبي شخص حديثا بالسرطان يذهل الجميع بابتسامته وفضوله الذي لا نهاية له
لقد كان ديف و جينى اباء لسته أطفال مما مكنهما ان يتقنا فن التعامل مع كل ما تلقى الحياه عليهما , سواء كان ذلك في المناسبات المدرسية أو الرياضة أو التخرج من المدرسة الثانوية أو بدء الكلية ، اعتقدوا أنهم اختبروا كل شيء مع أطفالهم.
كان كل شيء على ما يرام و ذلك حتى قبل خمسة أشهر عندما كان ابنهما ترياجين البالغ من العمر8 سنوات يلعب مع صديق له و اصطدم احدهما الأخر , و بمجرد ان استبعادا والداه الإصابة لم يفكرا في الموضوع مره أخرى ,فهو الشيء العادي الذى يحدث بين الأطفال.
و بعد وقت قصير من الاصطدام، بدأ ترياجين يشكو من ألم في الصدر يذهب ثم يعاوده مره أخرى ... وفى نهايه المطاف لم يذهب ابدا
فقرر ديف وجينى ان يأخذاه ألي طبيب الأطفال Smita Suresh Ranade M.D التابع لمستشفى كوك تشيلدرنز التخصصى للأطفال التي وجدت كتلة على جانبه الأيسر وفأرسلت ترياجين على الفور إلى قسم الطوارئ في المركز الطبي كوك تشيلدرنز وبمجرد ان أُخذت الأشعة السينية أُخبرتهم الممرضة أن طبيب الأورام قادم للتحدث معهم.
و قالت جينى "كوالدين لا يوجد شيء أكثر رعبا من هذا , هناك بعض الأشياء التي يأمل الآباء أنها لن تحدث لطفلهم، وكان هذا على رأس القائمة."
عندما عادت الأشعة السينية كشفوا عن كتلة كبيرة على جدار الصدر الأيسر لترياجين، وكذلك صدره مليء بالسوائل. تم إجراء خزعة أكدت أن ترياجين كان لديه إوينغ ساركوما (Ewing Sarcoma ) وهو شكل نادر من سرطان العظام. في تلك اللحظة انقلبت عالمهم رأسا على عقب.
قال ديف ‘"لا يوجد والدين يريدا ان يشاهدا طفلهما يمر بما هو عليه ترياجين حاليا، ففي ذلك الوقت تجد نفسك تتسأل ألف سؤال في الثانية الواحدة , لماذا!!! وكيف !! وما السبب !! وانه مازال طفل لا يستحق هذا !! والكثير والكثير من الأسالة تدور في اذهننا ولكن مشاهدة موقف ترياجين الإيجابي ساعدنا على التركيز على الخير في وضع صعب بدلا من السيئ.
فقد كانت قدره ترياجين على تحمل اللكمات هائلة مما أدهش كل من تعامل معه، ففكره ان تبقى إيجابيا في مثل هذه الأوقات العصيبة نعمة تسببت في إنقاذ العائلة بأكملها.
وقال ديف. "نريد أن نكون أقوياء بالنسبة له، لكن ما لا يدركه هو أن موقفه الإيجابي وابتسامته المستمرة يجعلان من السهل علينا أن نحفر عميقاً وأن نكون أقوياء بالنسبة له عندما يكون في أشد الحاجة إلينا".
عادا لا يدرك الأباء كيف يمكن لابتسامة بسيطة او ضحكة من طفلهما في هذه الأوقات العصيبة ان تريحهما ، بدأ ترياجين جوالات الكيماوي التي كانت صعبة عليه و يوضح ديف كيف كانت هذه الجلسات تألم عظامه بشده و لكن ذلك لم يمنعه من الابتسام.
فتقول جينى " الشيء الذي أذهلنا أكثر خلال هذه الرحلة هو كم يريد أن يعرف ما يجري ومدى استعداد أطبائه وممرضه لشرح الأمور بطرق يفهمها. يسأل الأسئلة، ويريد أن يرى الصور، والأشعة السينية. وهو يدرك دائما ما يحدث وما هو قادم، أعتقد أن حقيقة أنه فضولي وراغب في التعرف على ما يجري طوال فترة علاجه قد ساعدتنا,إنه لا يتصرف بالخوف عندما يشرح الأطباء العلاج التالي، فهو يستمر في الابتسام وكوالد يلهمك للبقاء قوياً."
فخلال رحله علاجه ساعدته البرامج المتعددة في كوك تشيلدنز خاصه برامج الراسم و برنامج ايعاشه الأطفال و هو برنامج متخصص لمرعاه نفسيه الطفل و تسليته بما يسمح مرضه عن طريق اللعب و طرق الاعمال اليدوية المتعددة , فقد احب ترياجين برنامج الكلاب في كوك تشيلدرنز و يقول انه كان ينتظر زياره الكلبة جيرنى بفارغ الصبر
فيقول دز انيش راى (Anish K. Ray, M.D) أخصائى أمراض الدم و الأورام في مستشفى كوك تشيلدرنز التخصصى للأطفال " ترياجين هو واحد من أكثر المرضى فضولا تعاملت معه , فلديه القدرة على التعبير عما يريد أن يعرف وبالضبط كيف يشعر, وبما أنه على علم بما يجري، فقد بدا لي من المعقول فقط السماح بإدراجه في أي قرارات تتخذ"
على الرغم من أن ترياجين لديه قيود ,الا انه لا يزال يعيش الحياة على أكمل وجه. فهو دائما يسأل عما إذا كان يمكن لأصدقائه أن يأتوا للعب ألعاب الفيديو أو يتوسل إلى والديه لأخذه لمشاهدة شقيقته ، تافي ، في أحداثها الرياضية المختلفة ، لا يزال ترياجين يواجه الحياة وجها لوجه ولا يُهتِر لحظة واحدة.
"طوال كل هذا انه لم يتوقف عن الابتسام"، قال ديف. "إنه يلهمني الأراده والمواصلة والبحث عن البهجة في كل موقف مهما كان صعباً."